أثارت تجارب الصين وروسيا لصواريخ “فرط الصوت” قَلَق المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، ويُعتقد أن هذه الصواريخ ستزيد من حدة التوتر والتأثير على الصراع والتنافس المحتدم بين هذه القوى.
وتعرف المراكز العسكرية والدفاعية صواريخ فرط الصوت باعتبارها أسلحة سريعة، تفوق سرعتها سرعة الصوت، ويمكن أن تحمل فوقها رأساً نووياً وتحلّق على ارتفاع منخفض، كما تملك قدرة عالية على المناورة، إذ لا يمكن لأنظمة الدفاع الصاروخي التقليدية اكتشافها في الوقت المناسب، على عكس الصواريخ الباليستية.
ويشير تقرير سابق لمركز أبحاث الكونغرس الأمريكي إلى أن مصطلح “فرط الصوت” جاء انطلاقاً من سرعة الصاروخ التي تزيد بنحو خمسة أضعاف عن سرعة الصوت، أي نحو 760 ميلاً في الساعة، بما يعني أن هذه الصواريخ يمكن أن تجتاز مسافة 3800 متر في الثانية، لدرجة أن سرعتها يمكن أن تغير جزيئات الهواء المحيطة.
وانطلاقاً من هذه المزايا يعتقد خبراء ومحللون أن صواريخ “فرط الصوت” يمكن أن تمهّد لاندلاع حرب عالمية، ويمكن أن “تنهي الوضع الإستراتيجي الدولي القائم حالياً”.
وما يثير قلق الولايات المتحدة من هذا التميز، هو أن واشنطن متأخرة عدة سنوات عن الصين، في مجال التكنولوجيا التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، إذ إن أسلحة “فرط الصوت” الأمريكية مصمَّمة لحمل الأسلحة التقليدية بدلاً من النووية، التي تجرّبها الصين، وفقاً لخبراء أمريكيين.
مع ذلك لا تزال القوات البحرية والجوية الأمريكية تسعى بشكل حثيث لتطوير أسلحة “فرط الصوت” في إطار مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة الحكومية لمجابهة التهديد الصيني والروسي في ذلك.
وكشفت صحيفة “فاينانشيال تايمز” الأمريكية، أن الجيش الصيني أجرى تجربتين للأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت خلال الصيف الفائت من العام الجاري، وكان من بينها أسلحة قادرة على حمل حمولة نووية.
المصدر : “TRT عربي“